الرحــــــــــلة ms 792
[size=25]
ظلت ميكرفونات المطار تردد هذا النداء ...حتى مل منه المسافرون ..إلا صاحبنا .. فقد كان في هذه اللحظه منهمك .. مستغرق بكل ذاته في حوار شاتي على الموبايل مع صديقته الأجنبيه .. كان يغازلها ويضاحكها برسائل خفيفة الظل .. فترد عليه بسرعه ردا اخف ظلا وأمتع .. فيضحكان سويا .
صديقته التي لاتفارقه لحظه من ليل أو نهار .. رغم المسافات التي تفصلهما .. رغم الأميال القاسيه التي تبعدهم .. لكنهما كانا متلازمين يعيشان سويا .. في حلهم وترحالهم .. في غفوتهم ونومهم .. صحوهم ويقظتهم .. هي معه .. حتى في احلامه .. لايخلو أي حلم منها ..
مازال شريف منهمكا في كتابة الرسائل وتلقيها .. ولكنه سمع اسمه فجأه .. فالتفت مذعورا الي ساعة يده .. وترك الرساله التي كان قد كتب منها بعض كلمات فيها .. وقام مسرعا الي باب رقم 4 ..
عند الباب وقفت هذه المضيفه الحسناء .. تتلفت يمينا ويسارا .. فتقدم شريف مسرعا إليها لاهث الأنفاس حتى كاد أن يصطدم بها .. وقال لها أنا شريف ..
قالت المضيفه : ( اخيرا .. كنت فين ؟؟ .. اكتر من 10 دقائق ننادي ) .. واخذت من يده كارت الطيران ( قطعته واعطته الكعب بسرعه) .. وتقدمت مسرعه أمامه وهو خلفها كأنه يطارد سحرها الشرود .. يركض خلف حسنها الهارب من نظراته المبهوره.. كانت تحدثه وهي تسير مسرعه دون أن تنظر اليه خلفها .. حتي خرجت به من الباب الآخر ليجد (باص الشركه في انتظاره ) .. وما أن صعدا سويا حتي اغلق السائق الباب وانطلق بهم الي موقع وقوف الطائره .. وفي الباص .. وقف شريف بجوار المضيفه يلتقط انفاسه وقلبه يدق بسرعه .. وكان يردد عبارات الاعتذار والأسف لها ..
المضيفه : لو ماكنت ظهرت في اللحظه دي كانت الرحله حتفوتك اكيد .. كنت فين .. نايم!! ؟؟
شريف : لا .. أبدا .. انا كنت قريب من الباب .. بس كنت بـ أحكي مع (كاتي) .. ونسيت الطياره .
المضيفه : ضاحكة ... وهي (كاتي) عشان رحلتها لسه بدري عليها تشغلك كده .. المفروض في ساعات السفر تسيبك من (كاتي) وتهتم بسفرك .
شريف : كنت فقط بودعها لأني حغيب فتره .. والوقت سرقنا .. أنا اسف جدا
المضيفه : كان قدامك فرصه تودعها قبل كده شويه .. مش لازم تستنا تسلم عليها في اللحظه الاخيره ..
شريف : اسلم عليها !! .. لا أحنا كنا بنتكلم بالرسايل على الموبايل .. هي في أوروبا.
المضيفه : هههههههههه كمان .. انا فكرت انها كانت معاك بالمطار
شريف : هي معايا فعلا .. و في كل مكان .. مش المطار وبس
المضيفه : طيب .. ربنا يسعدكم هههههههههههه وتتعبونا احنا
شريف : يعود ليردد عبارات الاعتذار
وما أن وصلا الي الطائره .. وصعد سلم الطائره .. حتى وجد باقي الطاقم في انتظاره وكأنه احد كبار الشخصيات .. منهم من يبدو عليه آمارات الضيق .. ومنهم من يرسم على وجهه ابتسامه مصطنعه .. فقد تسبب هذا المسافر في تأخير الطائره عن موعدها اكثر من ربع الساعه ..
كانت المضيفه الحسناء تسير أمامه في الطائره .. تقوده الي مقعده .. وباقي الركاب كلٌ في مكانه وقد ربط حزامه .. جلس الاستاذ شريف في مقعده بسرعه .. وبدأ ميكرفون الطائره في شرح احتياطات الآمان استعدادا للإقلاع ..
وبمجرد جلوسه .. امسك الموبايل ليكمل الرساله لحبيبته بسرعه .. قبل أن يطير فيخرج عن نطاق تغطية شبكة التيلفونات .. خاف أن تكون (كاتي) على الطرف الآخر قلقه .. وهي لاتدري لماذا لم يرد عليها .. ولكن المضيفه عادت اليه قائلة .. اترك الموبايل الآن واربط الحزام .. من فضلك اعدل المقعد واغلق التليفون .. كلها 3 ساعات وابقى كمل كلامك مع كاتي براحتك
فخضع شريف لتعليماتها .. وبدأت الرحله .. وفوق السحاب .. جلس شريف شارد الذهن .. يخامره احساس غريب لايعرف ماهو .. كان يشعر أن قلبه مقبوض .. يشعر أن هناك شيئا هاما ينقصه .. احساسه يخبره أنه نسي أمرا خطيرا وعظيما .. أن رحلته هذه ينقصها شئ غامض .. ولكنه لايعرف ماهو .. فماذا نسي ؟؟ لايدري ..
جلس في مقعده وهذا الاحساس لايفارقه .. وكانت المضيفه تروح وتغدو .. فتبتسم له في روحها وغدوها .. كانت تهتم به بشكل خاص .. فقد كانت الدقائق التي جمعتهم في الطرقه والباص .. والحوار الذي دار بينهم قد خلق بينهما الألفه .. وكأنه يعرفها وتعرفه.
المضيفه : ها .. يا شريف ..حـ تاكل ايه .. لحمه وللا سمك وللا فراخ ..؟
شريف : ولا شئ .. هههههه أنا مسافر عشان اشوف ممكن آكل ايه ؟؟
المضيفه: مش فاهمه ياشريف .. يعني حتختار ايه ؟؟
شريف : كفايه العصاير .. غرقيني عصاير وسيبك من الاكل .. أنا ممنوع من أكل غير المسلوق.
المضيفه : حاضر .. زي ماتحب .. الف سلامه عليك .. ان شاء الله ترجع بكل الصحه
شريف : شكرا على اهتمامك
في هذه اللحظه جاءت مضيفه اخرى قائلة له .. نعم يااخ شريف .. قهوه وللا شاي .. فضحك شريف بصوت مرتفع قائلا ( واضح ان الطاقم كله عرف اسمي بسبب تأخيري .. جميل جدا .. كل مره حسافر فيها حعمل كده )
فردت عليه المضيفه قائله : (هو الطاقم بس اللي عرف اسمك ؟؟ .. احنا .. فضلنا ننادي لما المطار كله عرف اسمك .. وكل المسافرين على كل الرحلات اليوم عرفوك ياعم ..هههههههههه ولد تايه ياولاد الحلال هههههههههههههه)
استمرت الرحله وانتهت بسرعه في جو من الموده وخفة الظل .. نسي معها هذه الفعله التي تسبب بها في تأخير الطائره .. كما نسي هذا الاحساس الغامض الذى يلازمه طوال الرحله .. احساس بانه ينقصه شيئا هاما .. لكن لايعرف ماهو .
وصلت الطائره الي مطار روما ..وتوقفت ..وبدأ كابتن الطائره يحدث المسافرون كما هى العاده..
ماأن نطق درجة الحراره .. حتى قفز شريف مفزوعا من مقعده .. فقد عرف الآن ماذا ينقصه .. عرف ماهو سر هذا الاحساس الغامض الذي لازمه طوال الرحله ..
لقد نسي معطفه الجلدي الفاخر على المقعد باستراحة المطار .. فقد كان يحاور (كاتي) بالموبايل والمعطف علي المقعد الذي بجواره .. نسيه عند سماع اسمه بميكروفون المطار واسرع الي باب 4 دون أن يتذكره ..
بدأ الركاب في النزول .. وطاقم الطائره يقف عند الباب يوزع الابتسامات على الركاب .. وخرج شريف بعد أن ابتسم للمضيفات ابتسامه باهته .. فهو الأن في ورطه اخذت عقله وكل تفكيره ..
كيف سيعيش هذه الايام في روما في هذا الجو الماطر .. قارس البروده بدون معطفه الجلدي المبطن بالفرو .. ليس هذا فحسب ..فقد انخلع قلبه فجأه بعد أن مر من الجوازات واصبح خارج المطار .. غاص قلبه في قدميه عندما تذكر أن حافظة نقوده في جيب المعطف المفقود ..
وقف أمام المطار لايعرف ماذا يفعل .. وليس في جيبه سنت واحد .. كيف سيركب لينتقل من المطار الي المدينه .. كيف سينام .. أين يبيت .. كيف سيأكل .. ورطه لم يعيش مثلها في حياته .. وهو الآن غريبا .. مفلسا .. لاصديق ولا رفيق .. يحاول أن يدفع افكاره وعقله دفعا حتى يجدوا له المخرج من هذه المصيبه ..
ولكن افكاره تخلت عنه .. وعقله اعلن عجزه عن ايجاد حلول .. حتى عندما فكر أن يتصل بالسفاره .. يخبرهم عن وضعه هذا ليساعدوه .. ليس معه ثمن مكالمه تليفونيه .. وليس معه رقم السفاره .. حتى الموبايل الذي في يده .. استنفذ رصيده في رسائله التي كان يجريها مع (كاتي) .. على أمل يبدل الشريحه فور وصوله الي روما .. وكأنه كان حريصا وهو يخاطبها أن ينهي ما معه من رصيد .. ليضع شريحه اخري جديده من شركة التليفون الايطاليه .
ظل صاحبنا واقفا امام المطار يجر حقيبته خلفه .. والهلع يعصف بافكاره .. والخوف يضمه الي صدره .. وظل يتخيل نفسه وهو يقضى ايامه نائما في محطات القطار ..
يمكن أن يدبر أمر نومه .. فليس أسهل من أن يتوجه الي محطه من المحطات .. ويتوه وسط زحام المسافرين .. يتمدد على مقاعد الاستراحات في المحطات وكأنه في انتظار قطاره .. ولكن
كيف يأكل؟ .. كيف يشرب؟ .. كيف يذهب اصلا الي هذه المحطات .. والأهم كيف يصل الي المستشفي الذي جاء من اجله ؟؟
وسط هذا الزحام من الافكار والتخيلات .. وسط هذه الغابه من سيقان الرهبه واقدام الخوف الذي يدوس علي ناصيته .. لمع في رأسه فكره
فهتف قائلا : نعم .. نعم .. نعم .. يمكن أن يكون هذا حلا .. يارب .. يارب ينفع .. وارتد الي الخلف .. ودخل مره اخري الي داخل المطار وهو يجري..
يتبع[/size]
[size=25]
(1)
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
النداء الأخير ..
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
النداء الأخير ..
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4
ظلت ميكرفونات المطار تردد هذا النداء ...حتى مل منه المسافرون ..إلا صاحبنا .. فقد كان في هذه اللحظه منهمك .. مستغرق بكل ذاته في حوار شاتي على الموبايل مع صديقته الأجنبيه .. كان يغازلها ويضاحكها برسائل خفيفة الظل .. فترد عليه بسرعه ردا اخف ظلا وأمتع .. فيضحكان سويا .
صديقته التي لاتفارقه لحظه من ليل أو نهار .. رغم المسافات التي تفصلهما .. رغم الأميال القاسيه التي تبعدهم .. لكنهما كانا متلازمين يعيشان سويا .. في حلهم وترحالهم .. في غفوتهم ونومهم .. صحوهم ويقظتهم .. هي معه .. حتى في احلامه .. لايخلو أي حلم منها ..
النداء الاخير ..
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما
سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
الاستاذ شريف الأسواني المسافر علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما
.. برجاء سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
الاستاذ شريف الأسواني المسافر علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما ..
برجاء سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
على الساده المسافرون علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما
سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
الاستاذ شريف الأسواني المسافر علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما
.. برجاء سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
الاستاذ شريف الأسواني المسافر علي متن الرحله 791 المتجهه الي روما ..
برجاء سرعة التوجه الى باب الخروج رقم 4 ..
مازال شريف منهمكا في كتابة الرسائل وتلقيها .. ولكنه سمع اسمه فجأه .. فالتفت مذعورا الي ساعة يده .. وترك الرساله التي كان قد كتب منها بعض كلمات فيها .. وقام مسرعا الي باب رقم 4 ..
عند الباب وقفت هذه المضيفه الحسناء .. تتلفت يمينا ويسارا .. فتقدم شريف مسرعا إليها لاهث الأنفاس حتى كاد أن يصطدم بها .. وقال لها أنا شريف ..
قالت المضيفه : ( اخيرا .. كنت فين ؟؟ .. اكتر من 10 دقائق ننادي ) .. واخذت من يده كارت الطيران ( قطعته واعطته الكعب بسرعه) .. وتقدمت مسرعه أمامه وهو خلفها كأنه يطارد سحرها الشرود .. يركض خلف حسنها الهارب من نظراته المبهوره.. كانت تحدثه وهي تسير مسرعه دون أن تنظر اليه خلفها .. حتي خرجت به من الباب الآخر ليجد (باص الشركه في انتظاره ) .. وما أن صعدا سويا حتي اغلق السائق الباب وانطلق بهم الي موقع وقوف الطائره .. وفي الباص .. وقف شريف بجوار المضيفه يلتقط انفاسه وقلبه يدق بسرعه .. وكان يردد عبارات الاعتذار والأسف لها ..
المضيفه : لو ماكنت ظهرت في اللحظه دي كانت الرحله حتفوتك اكيد .. كنت فين .. نايم!! ؟؟
شريف : لا .. أبدا .. انا كنت قريب من الباب .. بس كنت بـ أحكي مع (كاتي) .. ونسيت الطياره .
المضيفه : ضاحكة ... وهي (كاتي) عشان رحلتها لسه بدري عليها تشغلك كده .. المفروض في ساعات السفر تسيبك من (كاتي) وتهتم بسفرك .
شريف : كنت فقط بودعها لأني حغيب فتره .. والوقت سرقنا .. أنا اسف جدا
المضيفه : كان قدامك فرصه تودعها قبل كده شويه .. مش لازم تستنا تسلم عليها في اللحظه الاخيره ..
شريف : اسلم عليها !! .. لا أحنا كنا بنتكلم بالرسايل على الموبايل .. هي في أوروبا.
المضيفه : هههههههههه كمان .. انا فكرت انها كانت معاك بالمطار
شريف : هي معايا فعلا .. و في كل مكان .. مش المطار وبس
المضيفه : طيب .. ربنا يسعدكم هههههههههههه وتتعبونا احنا
شريف : يعود ليردد عبارات الاعتذار
وما أن وصلا الي الطائره .. وصعد سلم الطائره .. حتى وجد باقي الطاقم في انتظاره وكأنه احد كبار الشخصيات .. منهم من يبدو عليه آمارات الضيق .. ومنهم من يرسم على وجهه ابتسامه مصطنعه .. فقد تسبب هذا المسافر في تأخير الطائره عن موعدها اكثر من ربع الساعه ..
كانت المضيفه الحسناء تسير أمامه في الطائره .. تقوده الي مقعده .. وباقي الركاب كلٌ في مكانه وقد ربط حزامه .. جلس الاستاذ شريف في مقعده بسرعه .. وبدأ ميكرفون الطائره في شرح احتياطات الآمان استعدادا للإقلاع ..
وبمجرد جلوسه .. امسك الموبايل ليكمل الرساله لحبيبته بسرعه .. قبل أن يطير فيخرج عن نطاق تغطية شبكة التيلفونات .. خاف أن تكون (كاتي) على الطرف الآخر قلقه .. وهي لاتدري لماذا لم يرد عليها .. ولكن المضيفه عادت اليه قائلة .. اترك الموبايل الآن واربط الحزام .. من فضلك اعدل المقعد واغلق التليفون .. كلها 3 ساعات وابقى كمل كلامك مع كاتي براحتك
فخضع شريف لتعليماتها .. وبدأت الرحله .. وفوق السحاب .. جلس شريف شارد الذهن .. يخامره احساس غريب لايعرف ماهو .. كان يشعر أن قلبه مقبوض .. يشعر أن هناك شيئا هاما ينقصه .. احساسه يخبره أنه نسي أمرا خطيرا وعظيما .. أن رحلته هذه ينقصها شئ غامض .. ولكنه لايعرف ماهو .. فماذا نسي ؟؟ لايدري ..
جلس في مقعده وهذا الاحساس لايفارقه .. وكانت المضيفه تروح وتغدو .. فتبتسم له في روحها وغدوها .. كانت تهتم به بشكل خاص .. فقد كانت الدقائق التي جمعتهم في الطرقه والباص .. والحوار الذي دار بينهم قد خلق بينهما الألفه .. وكأنه يعرفها وتعرفه.
المضيفه : ها .. يا شريف ..حـ تاكل ايه .. لحمه وللا سمك وللا فراخ ..؟
شريف : ولا شئ .. هههههه أنا مسافر عشان اشوف ممكن آكل ايه ؟؟
المضيفه: مش فاهمه ياشريف .. يعني حتختار ايه ؟؟
شريف : كفايه العصاير .. غرقيني عصاير وسيبك من الاكل .. أنا ممنوع من أكل غير المسلوق.
المضيفه : حاضر .. زي ماتحب .. الف سلامه عليك .. ان شاء الله ترجع بكل الصحه
شريف : شكرا على اهتمامك
في هذه اللحظه جاءت مضيفه اخرى قائلة له .. نعم يااخ شريف .. قهوه وللا شاي .. فضحك شريف بصوت مرتفع قائلا ( واضح ان الطاقم كله عرف اسمي بسبب تأخيري .. جميل جدا .. كل مره حسافر فيها حعمل كده )
فردت عليه المضيفه قائله : (هو الطاقم بس اللي عرف اسمك ؟؟ .. احنا .. فضلنا ننادي لما المطار كله عرف اسمك .. وكل المسافرين على كل الرحلات اليوم عرفوك ياعم ..هههههههههه ولد تايه ياولاد الحلال هههههههههههههه)
استمرت الرحله وانتهت بسرعه في جو من الموده وخفة الظل .. نسي معها هذه الفعله التي تسبب بها في تأخير الطائره .. كما نسي هذا الاحساس الغامض الذى يلازمه طوال الرحله .. احساس بانه ينقصه شيئا هاما .. لكن لايعرف ماهو .
وصلت الطائره الي مطار روما ..وتوقفت ..وبدأ كابتن الطائره يحدث المسافرون كما هى العاده..
نشكركم على سفركم معنا .. ونتمني لكم اقامه طيبه .. الساعة الآن تمام الواحده بعد الظهر حسب التوقيت المحلي لروما .. الجو ماطر ودرجة الحراره خارج الطائره 7 درجات مئويه .
ماأن نطق درجة الحراره .. حتى قفز شريف مفزوعا من مقعده .. فقد عرف الآن ماذا ينقصه .. عرف ماهو سر هذا الاحساس الغامض الذي لازمه طوال الرحله ..
لقد نسي معطفه الجلدي الفاخر على المقعد باستراحة المطار .. فقد كان يحاور (كاتي) بالموبايل والمعطف علي المقعد الذي بجواره .. نسيه عند سماع اسمه بميكروفون المطار واسرع الي باب 4 دون أن يتذكره ..
بدأ الركاب في النزول .. وطاقم الطائره يقف عند الباب يوزع الابتسامات على الركاب .. وخرج شريف بعد أن ابتسم للمضيفات ابتسامه باهته .. فهو الأن في ورطه اخذت عقله وكل تفكيره ..
كيف سيعيش هذه الايام في روما في هذا الجو الماطر .. قارس البروده بدون معطفه الجلدي المبطن بالفرو .. ليس هذا فحسب ..فقد انخلع قلبه فجأه بعد أن مر من الجوازات واصبح خارج المطار .. غاص قلبه في قدميه عندما تذكر أن حافظة نقوده في جيب المعطف المفقود ..
وقف أمام المطار لايعرف ماذا يفعل .. وليس في جيبه سنت واحد .. كيف سيركب لينتقل من المطار الي المدينه .. كيف سينام .. أين يبيت .. كيف سيأكل .. ورطه لم يعيش مثلها في حياته .. وهو الآن غريبا .. مفلسا .. لاصديق ولا رفيق .. يحاول أن يدفع افكاره وعقله دفعا حتى يجدوا له المخرج من هذه المصيبه ..
ولكن افكاره تخلت عنه .. وعقله اعلن عجزه عن ايجاد حلول .. حتى عندما فكر أن يتصل بالسفاره .. يخبرهم عن وضعه هذا ليساعدوه .. ليس معه ثمن مكالمه تليفونيه .. وليس معه رقم السفاره .. حتى الموبايل الذي في يده .. استنفذ رصيده في رسائله التي كان يجريها مع (كاتي) .. على أمل يبدل الشريحه فور وصوله الي روما .. وكأنه كان حريصا وهو يخاطبها أن ينهي ما معه من رصيد .. ليضع شريحه اخري جديده من شركة التليفون الايطاليه .
ظل صاحبنا واقفا امام المطار يجر حقيبته خلفه .. والهلع يعصف بافكاره .. والخوف يضمه الي صدره .. وظل يتخيل نفسه وهو يقضى ايامه نائما في محطات القطار ..
يمكن أن يدبر أمر نومه .. فليس أسهل من أن يتوجه الي محطه من المحطات .. ويتوه وسط زحام المسافرين .. يتمدد على مقاعد الاستراحات في المحطات وكأنه في انتظار قطاره .. ولكن
كيف يأكل؟ .. كيف يشرب؟ .. كيف يذهب اصلا الي هذه المحطات .. والأهم كيف يصل الي المستشفي الذي جاء من اجله ؟؟
وسط هذا الزحام من الافكار والتخيلات .. وسط هذه الغابه من سيقان الرهبه واقدام الخوف الذي يدوس علي ناصيته .. لمع في رأسه فكره
فهتف قائلا : نعم .. نعم .. نعم .. يمكن أن يكون هذا حلا .. يارب .. يارب ينفع .. وارتد الي الخلف .. ودخل مره اخري الي داخل المطار وهو يجري..
يتبع[/size]