الرئيسية
أحدث الصور
الكل يستمتع بمكافئته إلا أنا ، يلبسنّ أجمل الثياب ويتعتقنّ بأجمل الحلي وبعبق أطيب العطور يتسابقنّ؛وأبقى خارج المنافسة أعض شفتي بحسرة وألوم لقمة العيش الصعبة كي لا تضطر أمي أن تعمل كـ(خالة) في أحدى المدارس.
***
اتفقنا أنا و شقيقي خالد أن تستمتع ببقية عمرها بعيداً عن ذل العمل .صحيح أن مكافأتي الجامعية لا تساوي شيئاً أمام مايجنيه خالد، لكن يكفيني أن أشاركه ولو بجزء بسيط ،حتى هو ينتظره زواج ومهر ومسئوليات متى سيوافي حقوق كل هذه الأمور؟ ..لذا قررت زيادة مدخول الأسرة عندما لاحت لي فكرة الأعلان عن كتابة بحوث وملخصات وحل الواجبات لمن هم في نفس قسمي وشعبتي ..مقابل عشرات من الريالات شريطة أن يكون الحجز من بداية الفصل ؛خصوصاً وأنه في ثاني أسبوع دراسي لنا أبلغنا الدكتور عن موعد البحث الذي حدده بتاريخ مقترن بنهاية الفصل الدراسي، سأذل رأسي قليلا ..ليس عيبا أن أكافح ولكن العيب أن أبقى عالة على خالد وأمي ،سأشغل وقت فراغي بالكتابة و الإبحار في طباعة الملخصات أمام أسعار احددها حسبما أرى .
***
ذات يوم رأيتهن يتابشرن نزول المكافأة رغم أنهن من بنات كبار تجار البلدة ، رصصت على أسناني بضيق.. مكافأتي تضيع على حاجيات البيت وفواتيره وهنّ يفرحنّ بها لشراء ما أستلذت به أنفسهنّ ..اشتعلت الغيرة في قلبي ..لذا قررت أن أجعل أسعار حل الواجبات نارية لمن يريدونها جاهزة؛ أنا أتعب وأكابد ولا ألقى إلا حفنة من الريالات يرمونها لي وكأنهم يرمون عضمة لكلباً ضال !..هكذا سأكسب سريعا من وراء محبات الكسل .
***
سمعت غادة تخبر صديقاتها انه ستذهب للسوق برفقة بنت خالتها .. فجن جنوني ؛أسهر الليالي أمام شاشة الحاسوب أرتب لها ما تريده ؛وأقف بالساعات أمام كومة كتب مكتبة الجامعة أنفض عنها الغبار وأتقصى معلومة من هنا وهناك؛ وهي تجوب الأسواق لكي تلبس حلة جديدة تثير بها حسرتي .. حينما عرفت أنها لا تستغني عني جربت أن ارفع سعر خدماتي قليلا لها ؛لكني خفت أن تتركني وتتوجه لأحدى مكتبات خدمة الطالب ..لكن ليحصل ما يحصل لذة المال أعمت بصيرتي فرفعته لسعر خيالي كما تقول ..!
عندما رفضتِ تسعيرتي أغلقتُ منها الهاتف و أنا شبه مصرة على موقفي لم تلبث إلا دقائق حتى تراجعت عن موقفها وتأكد لي أنها لن تستغني أبداً..
***
_ أنتي طماعه !
_ لست كذلك .. ثم .. ليس ذنبي أنها مقصرة وتحتاج لي كي تنجح !
_ صدق من قال الحاجة أم الاختراع..
يظنني خالد أني أستغل حاجتهن لي ..و لا يدري عن الألم الذي أقاسيه إذا رأيت نفسي أقل منهن ..ولا يعلم أن أخته في الصف الأخير من طابور الموضة !
***
في المحاضرة الأخيرة نادى دكتوري على غادة من بين كل طالباته وقال لها على مسمع الجميع :بحثك رائع يأبنتي تستحقين الدرجة الكاملة…رغم أن جميع ما قدم لي كان بمستواه لكن هو نموذجي من بين البحوث كلها ..أنا متشوق لتصحيح أجابتك للامتحان النهائي ..بوركت ،وهي ترد مديحه بأبتسامة نصر فيها ظل سخرية موجهه لي .. فأغمضت عيناي بقوة وهما تفوحان كماء يغلي ،و أتألم بكمد المقهور مرددة بنفسي قول من قال : آآآه “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”
تمت
***
اتفقنا أنا و شقيقي خالد أن تستمتع ببقية عمرها بعيداً عن ذل العمل .صحيح أن مكافأتي الجامعية لا تساوي شيئاً أمام مايجنيه خالد، لكن يكفيني أن أشاركه ولو بجزء بسيط ،حتى هو ينتظره زواج ومهر ومسئوليات متى سيوافي حقوق كل هذه الأمور؟ ..لذا قررت زيادة مدخول الأسرة عندما لاحت لي فكرة الأعلان عن كتابة بحوث وملخصات وحل الواجبات لمن هم في نفس قسمي وشعبتي ..مقابل عشرات من الريالات شريطة أن يكون الحجز من بداية الفصل ؛خصوصاً وأنه في ثاني أسبوع دراسي لنا أبلغنا الدكتور عن موعد البحث الذي حدده بتاريخ مقترن بنهاية الفصل الدراسي، سأذل رأسي قليلا ..ليس عيبا أن أكافح ولكن العيب أن أبقى عالة على خالد وأمي ،سأشغل وقت فراغي بالكتابة و الإبحار في طباعة الملخصات أمام أسعار احددها حسبما أرى .
***
ذات يوم رأيتهن يتابشرن نزول المكافأة رغم أنهن من بنات كبار تجار البلدة ، رصصت على أسناني بضيق.. مكافأتي تضيع على حاجيات البيت وفواتيره وهنّ يفرحنّ بها لشراء ما أستلذت به أنفسهنّ ..اشتعلت الغيرة في قلبي ..لذا قررت أن أجعل أسعار حل الواجبات نارية لمن يريدونها جاهزة؛ أنا أتعب وأكابد ولا ألقى إلا حفنة من الريالات يرمونها لي وكأنهم يرمون عضمة لكلباً ضال !..هكذا سأكسب سريعا من وراء محبات الكسل .
***
سمعت غادة تخبر صديقاتها انه ستذهب للسوق برفقة بنت خالتها .. فجن جنوني ؛أسهر الليالي أمام شاشة الحاسوب أرتب لها ما تريده ؛وأقف بالساعات أمام كومة كتب مكتبة الجامعة أنفض عنها الغبار وأتقصى معلومة من هنا وهناك؛ وهي تجوب الأسواق لكي تلبس حلة جديدة تثير بها حسرتي .. حينما عرفت أنها لا تستغني عني جربت أن ارفع سعر خدماتي قليلا لها ؛لكني خفت أن تتركني وتتوجه لأحدى مكتبات خدمة الطالب ..لكن ليحصل ما يحصل لذة المال أعمت بصيرتي فرفعته لسعر خيالي كما تقول ..!
عندما رفضتِ تسعيرتي أغلقتُ منها الهاتف و أنا شبه مصرة على موقفي لم تلبث إلا دقائق حتى تراجعت عن موقفها وتأكد لي أنها لن تستغني أبداً..
***
_ أنتي طماعه !
_ لست كذلك .. ثم .. ليس ذنبي أنها مقصرة وتحتاج لي كي تنجح !
_ صدق من قال الحاجة أم الاختراع..
يظنني خالد أني أستغل حاجتهن لي ..و لا يدري عن الألم الذي أقاسيه إذا رأيت نفسي أقل منهن ..ولا يعلم أن أخته في الصف الأخير من طابور الموضة !
***
في المحاضرة الأخيرة نادى دكتوري على غادة من بين كل طالباته وقال لها على مسمع الجميع :بحثك رائع يأبنتي تستحقين الدرجة الكاملة…رغم أن جميع ما قدم لي كان بمستواه لكن هو نموذجي من بين البحوث كلها ..أنا متشوق لتصحيح أجابتك للامتحان النهائي ..بوركت ،وهي ترد مديحه بأبتسامة نصر فيها ظل سخرية موجهه لي .. فأغمضت عيناي بقوة وهما تفوحان كماء يغلي ،و أتألم بكمد المقهور مرددة بنفسي قول من قال : آآآه “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”
تمت